-
وفاة الداعية السوري "محمود الحوت" بعد معاناة مع المرض
توفي الشيخ محمود الحوت، الشخصية الدينية البارزة ومدير "دار النهضة للعلوم الشرعية" في حلب، يوم الإثنين في مصر، عن عمر ناهز 79 عامًا.
عرف الشيخ محمود الحوت بتأثيره الكبير في الساحة الدينية السورية وانتمائه إلى المدرسة الصوفية، كما كانت له مواقف مثيرة للجدل تجاه النظام السوري والثورة السورية.
وأفادت حسابات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي بأن صلاة الجنازة على الشيخ محمود الحوت ستقام في مدينة "مدينتي" القريبة من القاهرة ظهر اليوم الإثنين، حيث يتوقع حضور عدد كبير من تلاميذه ومريديه.
الشيخ محمود الحوت، شخصية بارزة في الساحة الدينية السورية، اشتهر بانتمائه إلى المدارس الصوفية وتوليه إدارة المدرسة الكلتاوية في حلب.
ولد الحوت في عائلة متدينة من عشيرة الخضيرات في الريف الحلبي، التي استقرت في حي باب النيرب في حلب، المعروف بمزجه بين البداوة والمدينة. لعائلته تاريخ طويل في التعليم الديني، حيث كان عمه الشيخ عبد الرحيم الحوت أول مدير للكلتاوية.
اقرأ المزيد: القضاء الألماني يصدر قراراً نهائياً بحق ضابط سوري سابق
تلقى تعليمه في المدرسة الكلتاوية، التي أسسها الشيخ محمد النبهان، أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في حياته. كان النبهان أستاذه وشيخه، وأسس المدرسة في عام 1964 ضمن سياق تأسيس المعاهد الدعوية الإسلامية في دمشق وحلب بعد أحداث الدستور في حماة. تأثر الحوت بشدة بتعاليم النبهان التي ركزت على معارضة "السلطات العلمانية والدعوة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام الصارمة".
تولى محمود الحوت إدارة المدرسة الكلتاوية في عام 1983، بعد أن تعاقب على إدارتها عدد من المشايخ البارزين. تحت قيادته، استمرت المدرسة في الحصول على دعم قوي من تجار المدينة ووجهاء الريف، وزاد نفوذه بين تلاميذه ومريديه.
اتخذ الشيخ محمود الحوت مواقف مثيرة للجدل تجاه السلطة والحكم. مثل شيخه النبهان، عارض الحوت السلطات التي لا تلتزم بتعاليم الإسلام، خاصة فيما يتعلق بـ"الحجاب والمشروبات الكحولية".
ومع ذلك، كان يعارض بشدة الخروج على الحاكم، بحجة منع سفك الدماء والفوضى. هذا الموقف جعله مقرباً من النظام السوري، حيث لم يدن علانية قمع النظام للثورة السورية في عام 2011، وبرر مواجهة المتظاهرين بحجة أنهم "لا يصلون" و"يسكرون"، وهي مبررات تشابه ما استند إليه الشيخ محمد رمضان البوطي في دعمه للنظام السوري ضد الثورة السورية.
ولم يكتفِ الشيخ محمود الحوت بالابتعاد عن معارضة النظام السوري، بل كان له دور في توجيه مريديه لدعم النظام بشكل غير مباشر، عبر الإشارة إلى أنّ الخروج على الحاكم "غير جائز شرعاً".
زار الحوت دولًا مثل العراق وتركيا، والتقى بشخصيات دينية وسياسية، مما يعكس دوره البارز في المشهد الديني الإقليمي. كانت هذه الزيارات في إطار جهوده لتعزيز علاقاته مع السلطات والمجتمعات الدينية المختلفة.
ظل الشيخ محمود الحوت شخصية مؤثرة في الأوساط الدينية السورية، حيث لعب دوراً كبيراً في الحفاظ على النفوذ الديني في حلب وتوجيه مريديه ومؤيديه وفقاً لتعاليم المدرسة الكلتاوية.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!